
بقلم نور كرم
كان يصعد اولى درجات الطائره الهلكوبتر، يمسك أناملها المرتجفه بين راحتيه بقوة لڪِ لا تنفلت لـ تصرخ هي بخوف وهي تتشبت به:
- لا بالله عليك خلاص... راجعني سلمني لاعزّام أفضل... أنا خايفه عمري مركبت طياره قبل كده!!
ضحك على طفولتها، لـ يجذبها بسرعه من يدها وتعلقت هي بعنقه، لـ يحاوط هو خصرها بقوه قبل أن تقع من شدة أرتجافها قائلاً بحنوً شديد:
- متقلقيش يا هند أنا معاكِ.... مفيش حاجه هتحصل ساعتين بظبط... وهنوصل ملوش لـزوم الخوف ده كله تمام!!
كان يرمق عيناها الخائفه بهدوءٍ شديد، تعلقت عينها بمقتلاه وابتسمت بخوفتٍ... لـ تردف بنبّره مهتزه قليلاً:
- تمام....!!
دلف الي الطائره وهي بجانبه تتمسك بذراعيه، وكأنها تحاول بثّ الاطمأنان منه فقط... أناملها مزالت ترتجف عيناها تجول بذعُـرٍ حول الطائره... ما دامت تعاني من الفوبيه من الطيران...وتحليق عليًا...حاول كتم ضحاكته بصعوبه، ولكنها فلتت منه دون قصدٌ لـ ترمقه هي بغضبٍ مكبوت قائله بتذمر طفولي وهي على وشك البكاء:
- متضحكش عليا... أنا بخاف من المرتفعات!!!
-يلـهوي..... يلهوي... يلهوي أنتِ فين يا ماما الحقيني!!
هتفت من بين عبارتها برعب وهي تجد الطائره تحلق، لـ تغمض عيناها بخوف هاتفـه بتأنيب ضمير:
- يا ربي أنا إيه... خلاني شوفته ميموتـوني ولا يولعه فيّ حتي!؟... مش أحسن من إني هموت من خوفي..؟
على الاقل كان هيدوني طلقه وهروح على طول.... لكن هنا أنا هموت مرتين مره من خوفي ومره من الطيااااره!!!
صرخت أخر كلمتها عندما فتحت عيناها على وسعهما لـ تجد نفسها محلقه بين السحاب، لم يتمكن من كتمّ ضحكاته فكان يقهق بشده عليها حتي ألمته معدته... فهي على الأكيد مجنونه!!!
تمسكت به بشده وكأنه تعانق الحياة... ترتجف حتي تنهد هو بيأسٍ منها... رفع انامله يحركها على وجنتها برفق وقال بهدوء:
- هند أفتحي عينك متخفيش!!
- لاء لاء لاء لاء!!!
هتفت بنفيٍ قاطع وهي تتشبت بذراعه... لـ يحاوط هو وجنتها ومن ثم رافعًا وجهها من ذقنها لـ تكون عينهاالمرتعبه بمواجهة عيناه... أبتسم بهدوء قائلاً:
- متخفيش أفتحي عينكِ... بُصي جنبك كده!!
- لا خليني بَصالك أنا خايفه!!!
قالت برعبٍ حقيقي وهي تنظر الي عينه وكأنها ترجه ، لـ يتنهد هو بعمق وهو يرمق عيناها الخجوله والخائفه في آنٍ واحد... يتمنى بأن يظل أمامهم دائمًا فقربها انتشل أفكره،
خفضت عينها بحياء شديد ومزالت أوصلها ترتجف خوفٍ وخجلاً... رفع رأسها مرةٍ آخرى.. وقال بنفس النبرة:
- متخفيش أنا جنبك... ولا أنتِ مش بتثقـي فيا!!!
- لا طبعاً واثقه فيك جداً!!
قالتها بدون نقاش، لـ يحلق قلبه عليًا في السماء فرحًا من نبرتها الحازمه والمعبّره عن مدى ثقتها، وقال بهدوء:
- يبقا فتحي عينك... وبُصي كده جنبك!!
هزت راسها بالموافقه وأخذت نفسًا عميق... وفي دقيقه كانت تتفرق شفتيها وتتفتح عينها على أتساعهم... وهي ترمق السحابات بجانب الطائره بل وهي تحلق بينهم... وكأنها تطير فوق بساطٍ سحري... أبتسامه عفويه ارتسمت على شفتيها وهي ترمقهم بأعجاب شديد قائله بنبّره يملأها الفرحه والهفه في آنٍ واحد:
- أنـ.... أنـا بطير!!!
أقترب منها وواضع، ذقنُه على إحد منكبيها وهو يتعمق بأبداع الخلق مغمغمٍ بهدوء:
- أمممممم إيـه رأيك!!
- تحفه!
قالت بنبهار حقيقي وعيناها تكاد تُذرف العبرات، التفتت بوجهها له وقالت بنبّرة أمتنان شديد:
- أنا فعلاً مغلطش لما واثقت فيك يا علي بيه!!
ترجع للخلف، وفتح ذراعيه على أتسعهما مرحبًا بها بين أحضانه حتى يأتي اليوم وتصبح ملكه الي النهايه... على الأكيد إذا كانت زوجته ، لكان عقابها على جمال ولطف ولاذة ما قالت أيضاً لكن "فَصَبّرُاً جَمِيِل عَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا"
وأحلامي وهي وجميع ما آتمنى يا ربّ
واضعت كفها الرقيق على صدره، تلك الحركه البسيطه والكفيله بأن تسلب له عقله... فهي حنونه إيضًا ولطيفه يشعُر بأنه يحتضن أبنته عندما تفاعلها لكنه لا يعلم بأنها حركتها المفضله على الأرجح!!!
أرتسمت أبتسامه هادئه على ملامحها الرقيقه، قبل أن تستمع لصوته المُتعجب قائلاً بخوفت:
- الحركه دي حلو أوي... شكلك متعوده عليها!!؟
رمقت كفة يدها بخجل وحاولت أفلاتها إلا أنه، قد عادها كما كانت هامسًا بهدوء:
- متبعدهاش خليها زي مهيّ!!
أشتعلت وجنتها بحمرة الخجل، وتنفست الصعداء بقوة وكأنها تعود أميال الكيلو مترات الي ذكريات حاولت جاهدًا أن تنساها وقالت بنبّره هادئه شبه حزينه:
- دي حركتي المفضله... بابا لما كان بيجي من شغله كنت بجري عليه وبحضنه جامد... كان بيفضل وخدني في حضنه كده وأنا بطبطب عليه...
شهقت وزاغت عينها بدموع الذكريات المؤالمه قائله من بين تنهدتٍ حاره وأشتياقٍ جارف:
- وحشني أوي.... كانت حياتي جنه وهو عايش... طول عمري بحلم يجي اليوم اللي يجمعني بيه في الجنه أن شاء الله.. عشان اقدار أخدو في حضني كده تاني!!
- ربنا يجمعنا بأموتنا جميعًا في الجنه ونعمها!
همس بتمني خافت، وتابع بهدوءٍ حزين علي حزن عينها:
- إن شاء الله.. يكون في الجنه ربنا يرحمه... هو أكيد شايفك دلوقتي وفرحان أنه جاب بنت قويه زيك كده!!
هزت رأسها بهدوء ورفعت أناملها المرتجفه تُزيح عبراتها من مقتلاها وهي تبتسم... ثم عادت وتابعت بألم لم تكن تريد فتح تلك الذكرى ولكن قلـبها لم يعُد يتحمل الصبّر بأنها الفتاة الشجاعه القادره على كتم!
الكثير والكثير داخلها... رفع أنامله يزيح عبراتها بهدوء، لـ تتنهد هي بعمق قائله:
- من ساعة ما مات وأنا مشوفتش يوم حلو.... الأول أهلي طردوني من بيتنا أنـا وماما عشان قال إيـه بابا ضحك عليهم.... وهو غلبان والله غلبان معمل حاجه!
عادت تغمض عينها أكثر، وهنا أشتد بُكاءها وهي تتابع بقهرٍ من بين شهقاتها، عن طفولتها التي عانت بها وبشده :
- ماما مسكت إيدي وقتها وقالتلي ربنا هيتولنا.... وبالفعل ربنا كان رحيم وكبير علينا.... وماما قدرات تلاقي شغل في مكان مناسب بسعر كويس، أشتغلت وبدءات تصرف على فلوس تعليمي... لحد ملقت واحد تاني عرض عليها الجواز
الأول خافت عليّا وعلى إنها تهملني....
بس بعد كده عرفت إننا في أشدّ الحاجه لراجل يكون في ضهرنا!
أتجوزه وبعد سنتين جواز ولما كبرت أنا قدامه مكنتش بحبه... لأني مقدارش أشوف حد خد مكان بابا أبدًا
وكان هو كذلك لم.... لما ماما كانت بتسبني معاه كان بيفضل يضربني جامد أوي بتوكت الحزام...
من غير سبب حتى كنت أنا بفضل أغطي في جروحي وأكتم في وجعي طول الليل عشان ماما متخدش بالها.... كنت حاسها مبسوطه مردتش أكسر فرحتها وقولها جوزك الندل بيعمل فيا كده!!! لحد.... لحد... مـ!!!
صمتت وأغمضت عينها، وبدون وعيٍ كانت اصابعها تتشبت به وكأنها تعرض أمام إحد افلام الرُعب، لم يكون هو إيضاً بحالاً جيده أبدًا!!
كانت الدماء تغلى بعروقه كما يغلي الماء بأبريق الشاي... يربَّت على كتفيها ويحاول بث الاطمأنان داخلها ولكن كان بكاءها شديد... أطبّق جفنَّيه بألم علي المها وهمس برفقٍ وهدوء :
- لحد مـ إيـه يا هند أتكلمي!!!
أرتجف جسدها عند حلول تلك الذكرى أمام عينيها من جديد.. لـ تزداد شهقاتيها أكثر وقالت بنبّرة تقطر المٌ:
- حاول يتهجم عليا.... حاول يقرب مني مش قادره إنسى كمية الرعب اللي كنت فيها.... كنت بصرخ لحد يسمعني بس كان زي المغيب... كان شعور وحش أوي!!!
جحظت عينه بصدمه وذاد قلبه المً، عاد واغمض عينه مرةٍ أخرى يحاول ضبط أعصابه وقال بهدوءٍ مريب... وبداخله لا ينوي علي خيرًا ابدًا:
- قدر يلمسك!!!
- لاء ماما كانت جت وقدرات تلحقني منه وخدتني ومشيت!!
قالت ببكاء، لـ يزفر هو ما بداخله بعمق يغمض عينه ويحمد ربـُّه ألف مره... "لم يصبها شيئًا يا قلبي فل تهداء قليلاً؛
كان يوسي قلبه الموجوع بتلك الكلامات... عاد ورفع عينها بعينه مغمغمٍ بخوفت يحاول بث الاطمئنان داخلها ، عكس نيران الغضب داخله :
- هند بُصلي.... متخفيش إنتِ معايا..!!
ثم تابع بوعيدٍ صادق يملأه نيران الغضب التي تاكل صدره وقلبه الان:
- وقسمًا بالله اللي يتهزله سبع سموات.... مهرحمه ولا هعديله اللي عمله فيكِ... وعد مني نرجع وهجيبه قدام عينك... واخلي يقولك أنـا مــرا!!!
ورحمة كل لحظه عشتها معاه في ذُل لـ اخليه يدفع تمنها تالت ومتلت... أكيد واحد زي ده معندوش رحمه ولا قلب و عنده سوابق مكنش" على الجبالي" لو مجبتلو أعدام!!!
- أنا مش عايزه حاجه.... أنا بس عايزه أنسى... كل حاجه في الدنيا دي وحشه اوي يا "على" مفيش حد صادق مفيش حد بيوفي بوعوده.... حتي "شريف"!!
هتفت بألمٍ حقيقي، مقتلاها لا تكُف عن ذرف الدموع، لـ يغمض هو عينه بعمق عند ذكرها لذلك الاخر...." من يكون يمتلكها ولا يحتل العالم من اجلها فقط... من معه تلك العيون ولا يسطيع أن يجعلها اسعد أنسانه... بقلبًا دافئ مثلها وحنونً إيـضًا كم اصبحُ البشر أغبياء حقاً "
كان يـوبخ قُبح العالم من حوله علي ما أساته تلك الصغيره
لـ تتابع هي حديثها:
- حتي شريف.... كان أول راجل يدخل حياتي.. حبيته أوي وكان ديمًا بيردلي حبي بوجع وخيانه.... هو أنا وحشه لدرجادي عشان يخوني..!؟
وحشه أوي كده عشان يفكر في حد غيري وأنا معاه..!؟
إزاي يمثـل الحب كده إزاي الناس بتقدار تلبس ألف وش
وتكون على طبيعتها كده وهي من جواه كدابه!؟
- هو ده حال الدنيا يا "هند" مش لازم نستغرب... وإيه يخلي راجل يبيع وطنه وشرفه عشان قرشين مش ديمنله... ومصيره هيروح وهيفضلوا القرشين... وقوليلي بقا مين هيشفعلـوا!!
أردف بنبّره خافته وهو يرمق عينها بألم صادق، دفنت وجهه في عنقُه وهي ترجُـه :
- أرجوك يا علي متسبنيش إنتَ كمان.... مش هقدار اخود صدمات تاني في حياتي!
مش هقدار أتوجع تاني والله!!
" لو عليا أخبكِ بين ضلوعي يا مجنونتي... لو عليّا مخليش حد يشوف شعره منك، حُبي ليكِ كل يوم بيزيد ومش قادر اصرحك بيه.... خايف تتعلقي بوهم وأسيبك وأمشي أنـا كمان... وعد مني لو العمليه دي تمت على خير ورجعنا... بخير مهسيبك أبدًا ولا هخلي حد يغير يملس شعره منك... واكتبك على آسمي العمر كله "
كان يدور بخلده تلك الكلمات يردف بها قلبه وعقله بوعدٍ صادق، ولكن في الحقيقه أكتفى بتنهيده عميقه وهو يمسد على خصلاتها برفق قائلاً:
- متخفيش يا 'هند' عمري مسيبك أبدًا!!
تعلقت بـ ذراعه كما كانت تفعل، وهي تحتضنه لصدرها لعلها تشعور ببعض الدفء والاطمئنان من رجفة قلبها الصغير
، كان يتبعها هو بفرحه والم وعشقٌ كل هذا كان ممزوجٍ بنظراته في آنٍ واحد، رفع ذراعيه الصلبه لـ يجذبها الي أحضانه... دافنٍ أنفه في خصلاتها المموجه كـ موج البحر ماسدً عليها برفق وحنان حتى شعر بانتظام أنفاسها... علم وقتها بأنها قد غفّت من شدة البكاء!!
ظل يُغلغل أصابعه داخل خصلاتها الحريريه، تاره ينظر لها وتاره آخرى يزفر بضيقً وألم، من جهة ما عانّت تلك الصغيره، كلما تذكر دماعتها يغلي الدماء بعروقه، وكلما تذكر ما كان يفعله ذاك الحقير "زوج أمها" يذداد غضبه أكثر
تنهد تنهيدةٍ عميقه وظل يرمقها حتى غفى هو إيضاً دون أن يشعور
•: •: •: •:
وفي مكتب الوزير....
كان يـثُـور غاضبٍ هدرٌ بفحيح:
- يعني إيـه لسه عايش؟.... مش قولتلي مات؟... مش قولت إنك شُفت النار بعينك وهي بتمسك جتته يا باشا مش ده اللي قولتهولي وقتها!!؟
أرتجف الأخرى خوفٍ وخرت قوه...
وتلعثم الردّ على لسانه مردفًا:
- يـ.... ياباشا أنـا.... معرفش هو إزاي لسه عايش...!!
إنتَ شُفت النار بعينك وقتها مسبتش حتى في المكان إلا لما حرقته!! وخلته عباره عن رماد!!
- أنا مالي بكل ده!؟ أنا اللي كان ليا جثته قدامي... أنا إزاي غفلت كده...؟ ده لو عرف إني أنا اللي وراك كل حاجه عملتها هتتهدم على الارض سمعتي شكلي في الوزاه وفي كل حتى هتتهدم!!!
صاح بغضبٍ وحيره، لـِ يذدراد الأخرى رمقه بصعوبه هاتفًا:
- متقلقش يا باشا.... صدقني هجيبه دي أخر فرصه ليا!!!
أقترب منه الاخرى بخطىّ وئيده، وكانه ينّوي علي قتله... واقترب منه وقائلاً بهدوء مُميت تعكس عيناه نيران الغضب داخله:
- هي فعلاً آخر فرصه ليك معايا!!
ثم تابع بوعيدٍ سام:
- وإلا وقسمًا بالله... هيجو يدور على جثتك عشان يدفنُها مش هيلاقه منها غير رماد....هقتلك بإيدي يا عزّام!!
رفت أهداب الأخر برهبه من وعيده هذا يعرف بانه سيـوفي به، أرتدَّ خطوه الي الوّراء وهز راسه موافقًا على ما يقول... تركًا له المكتب هاربًا من أمام عيناه قبل أن تشتعل به نار غضبه..
زافر الآخر ما داخله صراخٍ بضجر:
- آاااه.... بقا حتت عيل زي ده يجيب أخرتي أنـا، إزاي!؟
إزااااااااى!!!؟
هدر اخر كلمتها وهو يزيح بذراعيه كل ما توجد علي مكتبه، لـ يقع الورق منثوراً، والاثاثيات مهمشه الي أشلاء!
• • • •
وفـي أرض تــركـــيـــــا..
ترجل من الطائره وهي بجانبه شفتيها ظلت متفرقه بدهشه من وهلة وجمال ما رأت!!!
فطلما كانت تركيه أرض أحلامها... دائمًا كانت تتمنى ولو تستطيع المجئ إليها... ورؤاية البحر الأسود أنه أكبر أحلامها حقاً!
( مش لوحدك يا غاليه والله، ده يعتبر أكبر أحلامي أنا ونص بنات العالم 🥺😂😂😂❤)
- شكـراً أوي يا حمزه... وصل سلامي لسيدت المقدام وقوله متقلقش"علي الجبالي مش راجع غير لما يجمع كل الدلأل!!
هتف بأمتنان، ممزوجٍ بالوعيد الصادق، لـ يبتسم مقابله ويرفع يده بحترام مقدمًا التحيه:
- أمـرك يا فندم!!! متقلقش إنتَ يا" علي" بيه كلنا واثقين فيك!!
- تسلم!
صاح بأمتنان وهو يضع كفه على كتف الأخر، ذهب ادرجه لـ يقطب علي حاجبيه فلم يسمع صوتها... التفت يبحث عنها لـ يجدها تقف بدهشه أمام إحد المباني المهجوره بعيدًا عن المدينه...
- هند!؟
قال بأبتسامه هادئه، لـ تلتفت له هي يملئ ثغرها نفس الابتسامه و هتفت بتسأؤل منبهر :
- هو أحنا فعلاً في تـركيـا.... أرض الأحلام!؟
-آه.... فيها ارض الاحلام....نص بنات مصر نفسها تجي مش عارف ليه!؟
قال بضحكه خافته متعجب من تلك الفتايات مثلها، لـ تبتسم هي بفرحه ودرات حول نفسها قائله بنبّرة يملأها الهفه والانبهار:
- مش عارف إيـه بس... إنت مش عارفه حلاوة البلد دي ديمًا كنت بشوفها في المسلسلات التركي... ولا أبطال المسلسلات واووو مُزز!!!!
أشتعل قلبه بنيران الغيره... فحتى أن كانوا خايلين فيبقون رجالاً.... كتم غيرته وهو يدفعها بخفه قائلاً:
- مزُز... طب يلا يختي أنجري قدامي... أنا راجل دوله جي احارب الفساد مش أتأمل المكان!!!
- براحه بس متزوقش...!
هتفت بضيقً زائف، ثم تابعت بنبّرة ساخره:
- وبعدين إيه أحارب الفساد دي إنت فاكر نفسك تنكروز!!!
صفعها على وجهها بخفه قائلاً بحده زائفه:
- تنكروز أنجري قدامي بدل معرفك أنا أبقا مين كويس!!
ضحكت بشده وهي تلكمه في صدره قائله من ببن ضحكاتها بعد ان ارتدّت للخلف تفتح ذراعيها بشجاعه زائفه:
- طب تعالي وريني وأبقا أمسكنـي لو عرفت!!!
لم يفهم مقصدها... قبل أن يجدها تركض أمام مثل الاطفال تلتف له بين الحين ولأخر تخرج لسانه بغيظٍ قائله من بين ضحكاتها:
- اممممم أبقا أمسكني لو عرفت مش هتعرف!!!
صدحت ضحكاتها أكثر بينما هو يركض خلفها ولكنها فلتت من قبضته في أخر لحظه... رمقها بعينان تشتعلان غيظٍ ثم صدحت برأسه فكرةٍ جنونيه لـ تظلم عيناه بمكر قائل:
- ماشي مش بتجري؟ أنا هعرف أمسكك إزاي!!!
أخذت تركض وتركض دون أن تلتفت... ومن بين ضحكاتها التفت له وآخيراً وهي تبتسم وتضحك قائله:
- أمـ.. سكـني!!!!!
خرجت الحروف من جوفها متقطعه... وذبلت محياها بذعر عندما لم تجده لم تظن أبدًا بأنها خدعه منه، ترجعت عدت خطوات بخوفًا شديد... ثم عادت ادرجها وهي تبحث عنه لكن لا حياة لمن تنادي... لا يبقى له أثر حتى..قبّض قلبها وركضت نحوه لكنها لم تجده أيضًا لوهلا ظنت بانه قد صابه مكروه او شابه، تغلغلت الدموع بمقتلاها لـ تصدح بأسمه عليًا:
- عـــــــــــــلــــــــــي... إنت فين!؟
لكنها لم تستمع له أيضًا... أخذت تترجع بخوف الي الخلف حتي اصطدامت بشئ، جحظت عينها برعب ظنًا بتفكيرها الغبي بأنها قد كشفت، التفت بخطىّ وئيده تدب الرعب داخلها لـ تتسع عينها فورما رائتـه أمامها بغضب ناري لـ تصرخ في وجهه الاحمق وهي توبخه بشده:
- أنتَ بارد.... ياربي أنا أفتكرت حصلك حاجه أفتكرت حد خطفك.... خضتني عليك!!
كانت تردف كل هذا من بين عبراتها الخائفه بينما هو يقهق بشده عليها يتفادى لكماتها بصعوبه، لـكن لم تترك له مجال حيثُ اقترب منها ورابط ذراعيها أمام صدرها وقال من بين ضحكاته العاليه:
خلاص يا مجنونه... كنت بعمل فيكِ مقلب!!!
- مقلب بايخ!
هتفت بتذمر لطيف غاضب، لـ ينزل هو ذراعيه واقترب منها بمشاغبة محببه وقال بنبّره مشاكسه:
- خوفتي عليا يا مسكره!؟
- متقوليش مسكره... أنا قلبي كان هيقع في راجلى لما لقيتك مره واحده أختفيت!!!
قالت بنفس نبرتها المشتعله، لـ يتنهد هو بعمق وعاد يردف بنفس نبّرته العوبه قائلاً:
- حاضر يا مسكره... قوليلي لو كان حصلي حاجه كنتِ هتستمتعي إزاي دلوقتي بتركيا!!!
أخذ يقهق عليًا بسماجه وترجعت رأسه للخلف من شدة الضحك حتى ظهرت تفاحة أدم خصته... راغم عبوس محياها، إلا أنها قد تاهت بتلك الضحكه الرجوليه خصاته... وكانها نغمات وقلبها يتراقص عليها فرحًا، راغمًا عنها قد أبتسمت ولكن عبوسها لم يذهب بعد.. لكزها بكتفها بقوه ألمتها قائلاً بعتابٍ بسيط:
- خلاص بقا ميباقش قلبك اسود يا حج لبوح!!!
- آه إيدي... أنا مش قدك!!
قالت بتذمرها الطيف، لـ يفتح هو ذراعيه علي اتسعهما مرحبًا بها بين أحضانه قائلاً بحزنٍ ساخر:
- لاء يا روحي متزعليش!!
دفنت وجهها في أحضانه وهي تضحك قائله بسخريه:
- مكنتش أعرف إنك إنتَ كمان مجنون يا سيدت الرائد!!!
- معاكِ أنتِ بس ببقا مختلف!!
قال بهدوءٍ محب، لـ تتنهد هي بعمق وتلكمه بخفه في صدره ومردفه بعتابٍ حزين:
- بس بجد متعملش الحركه دي تاني، كنت هموت من خوفي عليك!!
لو تعلمي ماذا حدث بذلك العاشق بعدما أردفتي بتلك الكلامات البسيط...!؟
لـ ستاحييتي بأن تقوليها وإنتِ بين ذراعيه،!
كان قلبه محلقًا بشده بعدما أردفت، زاد احتضنه المهوس والمجنون لها...
فتلك الصغير تلعب على أوتار قلبه بمهاره
أبتعدت عنه بهدوء، عندما شعرت بصمته الذي دام لـ دقائق لم تحتسبها رمقت عيناه الشارده بعينيها! فقط وقالت بنبّره قلقه :
- مالك!؟
- مفيش!
كانت كلمة بسيطه، أردف بها لسانه عكس ما داخله من نيران عشقً يتشبت بقلبه المسكين لـ تذداد أهاته في قربها المحبب والقاتل في آنٍ واحد، تنهدت بعمق وأبتسمت بطفوله مُحَبـبه لقلبه وقالت بهدوء:
- كده بقا هنروح على فين!؟
- كده دلوقتي أحنا لازم نحضر نفسنا كويس... هخدك على محلات تختاري منها أرقى وأجمل الفساتين...
عشان عندنا مهمه صعبه... بس أهم حاجه يا "هند" ملكيش دعوه بـ مركوا ده نهيائي!! المهمه بداءت تصعب يا "هند" مش مجرد جري من محطه لمحطه دلوقتي أحنا... هندخل النار برجلينا و"مركوا "هيبقا أخر محطه بس هتبقا الاصعب!!
هتف بهدوء مربك جعلها تذدارد ريقها بصعوبه، ولكانها تغطَّت عن الأمر وأمسكت يده بين راحتيها، تعمقت بنظرات عينها ورمقت عينه بثقه قائله بهدوء:
- مش مهم إي حاجه طول مانتَ معايا أنا واثقه فيك يا" علي" وعارفه إنك مستحيل تسمح لحد يأذيني!!!
يا ويلتك يا "علي" ربما تلك المحطه لن تكون صعبه عليكم فقط بل على قلبك المسكين أيضاً، كيف سيكمل معكم وهو باالكاد يلفظ انفاسه الأخير بين ثنايك!!
من وهلة عشقها المميت ذلك!!
أبتسمت بهدوء وبدالها هو الابتسامه بعيون شارده بعض الشئ، وبعدها سايرو بالمشي، لـ تقفز هي أمامه مرة أخرى قائله من بين أبتسامتها الخلابه، وخصلاتها المترنحه على كتفيها تلامس الهواء بدقه تخطف الانفاس:
- تجي نجري تاني وتشوف هقدار أمسكك ولا لاء!؟
رمقها بنظرات خاليا من المشاعر لدقائق وكانه يفكر بالامر، لـ يعود ويغمز بعينه بمشاغبه قائلاً بمكر:
- تجي أوي أوي!!!
قبل أن يكمل جملته كانت هي تركض أمامه من جديد تصيح عالٍ بمشاغبه:
- يلا أمسكـني!!!
- تــــعــــــالــــي هـنـا يـــــا بـــــــت!!!
هدر عالٍ، وهو يلفظ انفاسه راكضًا خلفها بلهوًا شديد، بينما هي تركض أمامه تتناثر خصلاتها من الرياح العابره، لـ تجعلها بغاية الجمال راغم بساطه محياها الخاليه من إي لمسات التجمل تمامًا!!
حتى أنتهى به الأمر خاسراً أسفل أناملها الصغيره!!
• • • •
وبعد سيرٍ طويل، كان قد اشترى لها الكثير من الأزياء، وانتقى كل قطعة بعناية ليضمن أن تكون محتشمة… ورغم تذمّرها المستمر، إلا أنها في النهاية رضخت للأمر.
وفي أحد الفنادق المرموقة بدولة تركيا، تحديدًا في عاصمتها إسطنبول… كان يدلف عبر الباب مرتديًا بدلته السوداء التي تليق ببنيته القوية، حتى إن نظرات الفتيات تلاحق خطواته بانبهارٍ لا يُخفى.
أما هي، فكانت تسير إلى جواره بخطوات هادئة، يعلو المكان صوت كعبها الرنان الذي ينساب بتناغم مع رقة فستانها الأزرق… فستانٌ مسترسل يلامس منحنيات جسدها دون ابتذال، محتشم برقبة صغيرة تتدلّى منها قلادة ألماس راقية… وما إن رأت انعكاسها بها حتى أسرها جمالها دون إرادة.
رفعت خصلاتها لأعلى بهدوء، تاركة ملامحها العربية تتوهّج تحت إتقان الكحل الذي رسم عينيها الريميه بحدةٍ لافتة… أما شفتيها، فتورّدتا بلون وردي خفيف تزيده لمعة الليب جلوس امتلاءً، حتى بدتا كحبّتي فراولة ناضجتين… شهِيّتين حدّ الإغراء.
وفي تلك اللحظة… لم يستطع هو السيطرة على غيرته القاتلة، فقد كان يلمح نظرات الرجال الذين التفّوا حولهما يعبرون بإعجابٍ فاق احتماله. وهي أيضًا شعرت بشيء مماثل… غضبٌ مفاجئ يشتعل بداخلها حين رأت العاهرات اللواتي يتبادلن النظرات نحوه بشغفٍ مقزز.
رفعت رأسها بكبرياء، تحاول تهدئة قلبها المشتعل وهي تحدث نفسها برخاوةٍ ضجرة:
"وهوّ أنا مالي؟… بيبصوله ليه؟ طب ليه متضايقة كده!؟"
- سيد ماركـو أهلاً بك!؟
قال بترحيبٍ حار وهو يذهب ليصافح ذلك العجوز ذو التاسعة والخمسين من عمره، ذو الشعر الأسود الممزوج ببعض الخصلات البيضاء التي توضح كبر سنه. ابتسم الآخر ابتسامة مماثلة له، ومد كفه ليصافحه بترحيبٍ خاص قائلاً:
- أهلاً بك سيد "جون"، سررت كثيرًا بلقائك!
ارتسم على ابتسامة رسمية فوق ثغره، لكن قد اشتعل قلبه لهيبًا وهو يجده يقترب منها، مدد يده ليصافحها قائلاً باعجاب شديد:
- أهلاً بك يا سيدتي الجميلة، تشرفت برؤيتك هنا في فندقي الوثير!
-" جون"، من هذه؟
قال بتعجب يملأ عينه نظرات مختلطة بين الإعجاب بالفتاة الخاطفة للأنفاس وجسدها الذي تربصت به نظرته الواقحة برغبة جامحة، جعلها تنكمش على نفسها خوفًا. جذبها "علي" خلفه بغيرة حاول إخفاءها جاهدًا، صاح بفتور:
-هذه زوجتي يا سيد "ماركو"، "مريم"!
"مريم"... اسم جميل!
قال الآخر بهدوء مربك، بينما عيناه لم تترنح عنها. ثم أتى صوت آخر من خلفه هاتفة بدلالها المعتاد:
-" جوني"، إنتَ هنا؟
تفرقت شفتي "هند" من شدة صدمتها من تلك الحرية التي اقتربت عليهم بها، الفتاة ذات الخصلات الشقراء وعيون زرقاء ناصعة البياض، وزاد جسدها الممشوق وساقاها الطويلتان، مثل عارضات الأزياء، وهي تخطو بخطى ثابتة واثقة ترفع أنفها بشموخ، لتجعل أعتى الرجال يخضعون أسفل خطاها. كانت ترتدي فستانًا قصيرًا يفضح أكثر مما يخفى، ذات فتحة عنق واسعة تظهر نهديها بسخاء، وينساب مع منحياتها المثيرة للأعصاب، فتصبح رغم أنوثتها المهيبة… مثل فراشة.
اتسعت عينها بدهشة وهي تجدها تقترب من "علي"، بل وتقبله من وجنته وتهاتفه بترحيب حار قائلة:
- جوني، كيف حالك؟ لقد... لقد اشتقنا إليك كثيرًا!
حمحم الآخر بحرج وكتم ضحكاته بصعوبة من تلك المشتعلة بجانبه، خصوصًا عندما رمق أحمرار محياها. اقتربت الأخرى من "ماركو" ليبتسم الآخر قائلاً بهدوء:
- أحب أن أعرفكِ يا سيدة "مريم"، إنها "مرلين" زوجتي!
أحي ده بقولك إنها زوجتي؟!
همست بصدمتها لأذن "علي"، الذي كتم ضحكاته بصعوبة ولكنه ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة، وهو يحاوط خصرها بتملك مقربه من صدره قائلاً بهدوء:
- فل أعرفكِ أنا أيضًا يا "مرلين"، إنها زوجتي "مريم"!
ابتلعتها الأخرى كغصة في حلقها وارتسمت ابتسامة واهنة فوق شفتيها، وهدفت بتعالي وتفاجؤ زائف:
- أوه حقًا… إنها جميلة جدًا!
رمقتها بنظرات متعالية من أسفلها لأعلى، ثم اقتربت الأخرى من "علي" قائلة بفحيح خافت:
- هي مالها الوليه دي بتبصلي ليه كده!؟، هو إنتَ قولتلها حاجه معرفتش أترجمها
- أسكتي… هتفضحنا… بيفهموا العربية!
همس بحدة في أذنها، لتشتعل الأخرى التي ترمقهم بغل حقيقي، لطالما كانت تعشق "علي"، وكانت تتمنى بأن يأتي اليوم وتتخلص من زوجها الفحل ذاك وتكون بقربه هو… هو فقط!
تشدقت الأخرى بضجر قائلة بهمس خافت:
- بدل هما بيفهوا عربي، بتخلينا نتكلم أنجليزي ليه وأنا ا/أصلاً سقطه أعدادي!!!
ابتسم بحب وهو يرمق محياها عن قرب ومال هامسًا في أذنها:
- مهو لو كل الساقطين هيبقوا بالحلاوه دي، فأنا معنديش مانع!!
رغم احمرار محياها والخجل الذي بدا عليها، إلا أنها تغطَّت عن الأمر رافعة رأسها بشموخ قائلة بتوبيخ:
- آه،بأمرة البوسه يا بتاع "مرلين"!
رافع حاجبيه باستنكار، وهو يجدها تخطو أمامه بعد أن وجههم الآخر إلى غرفتهم، وهي ترفع أنفها مثلما تفعل دائمًا، ليبتسم هو بتعجب مغلقًا أصابعه داخل خصلاتها بحيرة، قائلًا بينه وبين نفسه:
-" بتاع مرلين؟ هي بتغير ولا إيه؟"
استفاق من غفلته عليها وهو يخطو إليها خطوات شبه راكضة قبل أن تغلق الباب في وجهه، قائلاً بابتسامة تشق ثغره:
- تعالي هنا يا بت !؟
-قصدك إيه في اللي قولتيه ده!؟
قال وهو يجذبها من ذراعيها بقوة حتى اقتربت منه، رافعة ذراعيها من يده قائلة بنبرة ساخرة:
- إيدك يا مسكر؟
أخذت تتغنج أمامه بخطواتها وهي تقلد حركة "مرلين" قائلة بسخرية:
"جوني"، كيف حالك… اممممموه… امووووه!
ثم تابعت بغضب أكبر تحمل نبرتها تقزز من ذلك الأحمق "ماركو":
لاء.... ولا الفحل التاني، مسكها من وسطها بعد مبستك قدامي ويقول لك: "فلأعرفكم إنها زوجتي"! داهية سودة على الرجال كلهم!
ارتدّ إلى الوراء وهو يقفز فوق الفراش براحة، قائلاً بابتسامة لعوبة:
- بتغيري عليا ولا إيه يا مسكره!؟
-بقولك إيه … متقوليش "يا مسكر"، دي بتعصبني !
قالت بضجر وهي تهب تتوجه إليه، ترفع سباتها بوجهه، رمق أصباعها بملّل، ثم جذبها لتجلس جواره على الفراش غمزًا له بعينه العاشقة قائلاً:
- أعترفي إنك بتغيري يا مسكره!؟
-أغير ليه إن شاء الله...!؟ حبيبي... خطيبي.... جوزي مثلاً!؟
قالت بملل وهي ترجع خصلاتها للخلف بتعالي، ليبتسم بحب قائلاً بتوهان:
-حلوة أوي حبيبي منك، طلعه من بوقك زي العسل!
اشتبكت وجنتاها بحياء وهي ترمق صدق العشق بعيناه، ووقفت من مرقدها بصعوبة وهي تشعر بقلبه الذي سينفلت من بين أضلاعها على الأكيد، إذا ظلت أمامه ثانية أخرى فستتلبك بشدة!
اختبأت بالمرحاض، وأنفاسها تلهث بشدة، واضعة يدها فوق قلبها وهي ترجع رأسها للوراء، أغلقت عينيها بعمق وارتسمت ابتسامة فوق ثغرها وقالت بحيرة لذلك القلب الذي لا تعلم ما سر نبضاته:
"وبعدين معاك يا قلبي… شكلك وقعت ولا إيه؟"
اقتربت من المرآة وهي ترمق نفسها بإعجاب، لترجع خصلاتها إلى الخلف بتعالي قائلة بنبهار:
- واو… مطبعًا لازم أكون قمر… وأنا بالحلاوة دي!
• • • •
في المساء...
قد غادر الغرفة ذاهبًا لذلك "ماركو".
كانت تجول هي الغرفة ببطء ورهبة، ظنًا منها بأنه قد صابه مكروه، فقد تأخر عليها. أخذت الغرفة ذهابًا وإيابًا، وهي تحاول تهدئة قلبها المشتعل، تهمس لنفسها بكلمات بسيطة:
- إهدي… إهدي… أكيد لو عرفه حاجه، مش هيسبوكِ في حالك… وهيجولك أنتِ كمان!
حاولت تهدئة نفسها وهي تتكئ إلى الخلف، محاولة الغفوة، إلا أنها هرولت من مرقدها فجأة، قائلة بنفي قاطع، صوتها يختنق بالخوف:
-لاء… قومي! روحيله… شوفيه… مش هستحمل أقعد كده وأنا مش عارفه هو فين!
غادرت الغرفة بعدما ارتدت شيئًا مناسبًا، وتوجهت إلى غرفة ذلك المدعو "ماركو". كادت أن تطرق الباب، إلا أنها وجدته مفتوحًا… قطبت حاجبيها وترددت يدها، لكن أخذت قرارها بالدخول… حتى جحظت عينيها بصدمة، ودموعها لم تنتظر لتنسكب، وهي ترى يقف أمامها، وبجانبه تلك العاهرة المدعوة "مرلين"، تتشبث بعنقه، بل وتجرأت وقبّلته!
ارتدَّت للخلف، تضع يدها على شفتيها محاولة كتم شهقاتها، عينها تغرق بالدموع بغزارة، وقلبها كأنه ينزف ألمًا لم تشعر به من قبل!!!!
حتى عادت راكضة إلى غرفتها، تبكي بلا توقف، والصدمة تغلفها من كل جانب.
(معلش يا اوختشي هي كل الرجاله كده 😂😂😂)
يتبع